رحلة كفاح أسرة أردنية لتأمين مستقبل أبنائها في معركة الأقساط المدرسية

على طاولة تملؤها الأوراق في منزلهم بعمان، يعيش خالد وسارة لحظات من القلق اليومي، حيث لا يتحدثان إلا عن سداد أقساط المدرسة لأبنائهم الأربعة. فبدلاً من تناول وجبة هادئة، يفتتحان جولة جديدة من الحسابات المعقدة التي تطغي على معيشتهما. بين الإشعارات المتزايدة للأقساط وكشوفات الرواتب التي تتقلص، يصبح التعليم عبئاً يثقل كاهلهما.
معاناة لا تنتهي
تعيش الأسر الأردنية ذات الدخل المتوسط في معركة يومية لتأمين تعليم جيد لأبنائهم. خالد وسارة، واللذان يعملان في القطاع الخاص، يدركان تماماً أنه يتعين عليهما توفير المال لدفع أقساط المدارس؛ إذ يكفي أن ينظروا إلى أبنائهم الأربعة الذين يتوزعون بين مختلف المراحل الدراسية.
أقسى التكاليف
يتحدث خالد بنبرة تجمع بين الفخر والإنهاك: "كل ما نتقاضاه يذهب فقط لسداد الأقساط والالتزامات. لم نعد نستطيع التفكير في أي رفاهيات، كل مدخراتنا هي في تعليم أبنائنا". بينما تضيف سارة أنها تتابع العروض في المحلات بدقة، معبرة عن أن ارتفاع الأقساط هذا العام كان غير متوقع.
لماذا التعليم الخاص؟
تقول سارة بحسرة إن قرارهم بالتوجه للتعليم الخاص جاء نتيجة خوفهم على مستقبل أبنائهم. فالمدارس الحكومية تعاني من نقص في الكوادر وزيادة في الاكتظاظ مما لا يضمن جودة التعليم. خالد يوافقها الرأي، ويصف الوضع بأنه ضريبة مزدوجة، إذ يدفعون الضرائب للدولة ثم أقساطاً للمدارس الخاصة بحثاً عن جودة التعليم التي يفتقدونها.
أمل في التغيير
لا يتوقف الأمر عند الشكوى، بل يحوي أيضاً مطلباً للحكومة بتفكير جدي في تحسين التعليم. خالد يقول: "نتمنى أن ترفع الحكومة من مستوى المدارس الحكومية، حتى لا تحمل الأسر مثلنا عبء التمويل الخاص".
بينما تظل رحلة خالد وسارة مستمرة، يحملان آمالهما في أن تستثمر حكومتهما في تعليم أبنائهم، لعلهما يرون نهضة تعليمية تنتشلهم من هذا العبء.