تحذير خبير: اعتلالات التنفس عند نساء الأردن تتخطى المعدلات العالمية

حذر خبير الأمراض الصدرية الدكتور محمد حسن الطراونة من تفشي أمراض الرئة المزمنة لدى النساء في الأردن، مبيناً أن الأرقام تشير إلى أن هذه المعدلات أعلى من المعدلات العالمية. في حديث له، أكد الطراونة أن التغيرات السلبية في نمط الحياة، مثل زيادة معدلات التدخين وتلوث الهواء داخل المنازل، تسهم بشكل كبير في هذا الوضع المقلق.
خطورة مضاعفة
أوضح الطراونة أن النساء في الأردن، سواء كن مدخنات أو غير مدخنات، يواجهن مخاطر مزدوجة تؤثر سلباً على صحتهم التنفسية. فالتعرض للتلوث الناتج عن وسائل الطهي التقليدية، إضافة إلى تأخر التشخيص والعلاج، يجعل الأمور أسوأ. كما أشار إلى أن أمراض مثل الانسداد الرئوي المزمن والربو تتطلب انتباهاً عاجلاً من الجهات المعنية.
فروقات بيولوجية طبية
وأشار الطراونة إلى الفرق الكبير في تركيب الجهاز التنفسي بين الرجال والنساء، موضحاً أن هذا يُضعف فعالية بعض العلاجات. لطالما كانت الدراسات السريرية تركز بشكل أساسي على الرجال، مما أدى إلى توصيات غير دقيقة للنساء، وهو ما وصفه بـ "الخلل العلمي".
أرقام مقلقة
في ظل هذه الظروف، أشار الطراونة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالربو بين النساء بعد سن الخامسة والثلاثين، بالإضافة إلى الزيادة الملحوظة في حالات السرطان الرئوي، والتي تشمل عينة كبيرة من غير المدخنات. والأدهى أن السل الرئوي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً لنساء في الفئة العمرية 15-44 عاماً.
دعوة للتغيير
بناءً على هذه النتائج، شدد الطراونة على أهمية إطلاق حملات توعية للنساء حول أعراض الأمراض التنفسية. كما دعا إلى ضرورة تعزيز الفحص المبكر وتطوير بروتوكولات علاج تراعي التغيرات الهرمونية التي تمر بها النساء. واختتم بتأكيده على ضرورة دمج النساء في الأبحاث السريرية الخاصة بالأدوية التنفسية ودعم مبادرات الإقلاع عن التدخين الموجهة لهن.
في النهاية، لا يمكن أن نستمر في تجاهل معاناة النساء، على النظام الصحي في الأردن أن يأخذ زمام المبادرة لفهم احتياجاتهن الصحية وتوفير الرعاية المناسبة.