إخفاء العيوب يهدد الأسرة بقنبلة موقوتة قبل الزواج

أخبار السعودية walid alhalim

نعيش في زمن تتسارع فيه الحياة، وتتصاعد فيه الضغوط الاجتماعية. رغم ذلك، تبقى فكرة الزفاف من أهم الأحداث في حياة الكثير. لكن، هناك ظاهرة خطيرة بدأت تتفشى بين المقبلين على الزواج وهي إخفاء العيوب. البعض يعتقد أنه يمكنه تجميل عيوبه أو إخفائها بدافع الخوف من الرفض أو ظنًا بأنه يسهل الأمور. لكن المقربين من هذا الموضوع يحذرون أن هذه التصرفات لها تبعات تؤثر على العلاقة الزوجية بشكل عميق.

أضرار بدء العلاقة على كذبة

تقول الدكتورة إيمان سليم الكلبانية، مدربة ومتخصصة في شؤون الأسرة، إن الزواج ليس مجرد احتفال مرور بل هو ارتباط قوي قائم على الصدق والوضوح. إخفاء العيوب، سواء كانت جسدية أو نفسية، يمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة. في كثير من الحالات، يتحول الحلم الوردى إلى كابوس، وتظهر العيوب بعد مرور الوقت لتدمر الأساس الذي قامت عليه العلاقة.

مشاركة الأهل في التكتم

مؤسف أن بعض الآباء والأمهات يشجعون أبناءهم على إخفاء عيوبهم، ظنا منهم أنهم يحسنون صنعًا. لكن، هذه التصرفات قد تجرهم إلى كوارث أسرية. الدكتور عبدالله بن صالح البوحنية، أستاذ في قسم التربية، يشير إلى أن أي حادثة إخفاء لأمر صحي مهم مثل العقم أو الأمراض الوراثية لن تعني في النهاية إلا خيانة للثقة، مما قد يؤدي إلى عواقب وعلاقات مفككة.

الصراحة أمان

سليمان بن يوسف العمري، محامي واستشاري قانوني، يرشح أهمية المكاشفة منذ البداية. ينبغي أن يظهر كل طرف ما يحبه وما يكره لتفادي بناء علاقات هشة. إخفاء الحقائق قد يقود إلى الطلاق، الذي يعتبر بمثابة فشل اجتماعي.

قبل أن تنفجر القنبلة

الدكتور عزت عبدالعظيم، استشاري نفسي، يشارك بدوره بأن الشفافية ليست خيارًا بل ضرورة. تعويض الصراحة بالمجاملات قد يسبب صدمة للطرف الآخر بعد الزواج، ما قد يؤدي إلى خلافات شديدة. الأهم أن الصراحة قد تؤدي إلى رفض العلاقة الآن، لكن هي أفضل من زواج ينتهي بالانفصال لاحقا، خاصة مع وجود أطفال.

مع تصاعد هذه الظواهر، تكمن الدعوة الملحة لكل المقبلين على الزواج في أن يكونوا أكثر صدقًا ووضوحًا، فالحياة الزوجية تعتمد على الثقة والتفاهم، وما قد يبدو عيبًا في البداية قد يصبح عائقًا كبيرًا في المستقبل.

تابعنا

أحدث الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى