الذكرى 35 للغزو.. اعتداء سافر يهدف لطمس الهوية الوطنية ومحو وجود الدولة

حلت أمس الذكرى الخامسة والثلاثين للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، والذي وقع في الثاني من أغسطس عام 1990. هذا اليوم يذكرنا بالاعتداء السافر الذي استهدف الهوية الوطنية والوجود المستقل للكويت، في محاولة لطمس تاريخها وشخصيتها كدولة ذات سيادة. هذا الغزو، الذي كان بمثابة صدمة للعالم، أثار غضب الشعب الكويتي الذي أثبت من بداية العدوان وحدة لا مثيل لها.
مواجهة الغزو بروح التحدي
منذ اللحظة الأولى، جسد الشعب الكويتي صورة رائعة من التلاحم، حيث وقفوا وراء قيادتهم الشرعية، رافضين الاستسلام للاحتلال. الصفوف كانت متراصة سواء في الداخل أو الخارج، مع تضحيات جسيمة، وهو ما أفضى في النهاية إلى التحرير في 26 فبراير 1991.
القيادة الحكيمة في زمن الشدائد
القيادة السياسية الكويتية برزت في تلك الفترة، وخاصة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، بالإضافة إلى الشيخ صباح الأحمد الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية آنذاك. من خلال دبلوماسية حكيمة، استطاع أن يقنع العالم بضرورة دعم قضيتهم.
رد الفعل الدولي والوقوف مع الكويت
لم يتأخر المجتمع الدولي في إدانة الغزو، حيث أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 660 الذي طالب بانسحاب القوات العراقية. تبع ذلك سلسلة من القرارات الدولية التي وضعت الغطاء القانوني لتحرير الكويت، وأظهرت التحالف الدولي الرائع الذي تم تشكيله لمواجهة العدوان.
دعم الشعب العراقي بعد التحرير
بعد استعادة الكويت لسيادتها، تبنت سياسة خارجية فريدة، حيث فصلت بين النظام العراقي والشعب. الكويت لم تحمل ضغينة للشعب العراقي بل وقفت إلى جانبه، مقدمة له المساعدات منذ عام 1993 وحتى اليوم. من خلال جمعية الهلال الأحمر الكويتي، تم إرسال مساعدات الى اللاجئين العراقيين، لتكون الكويت واحدة من أكبر الدول المانحة للعراق بعد تحريره في 2003.
الكويت، بذلك، لم تكتف بالدفاع عن سيادتها، بل أظهرت عطاءً إنسانياً يعكس القيم الحقيقية للإنسانية.