الأبطال الذين لا يُنسَون.. إذاعة الكويت السرية تكشف أسرارهم

تحل علينا ذكرى مؤلمة في تاريخ الكويت، الذكرى الخامسة والثلاثين للغزو العراقي الغاشم الذي استمر سبعة أشهر عانت خلالها الكويت والشعب الكويتي الكثير من الآلام. يحل يوم غد السبت تلك الذكرى الأليمة، ومن المهم أن نتذكر ونحيي ذكرى أبطال إذاعة الكويت السرية الذين لم يدخروا جهداً في إبقاء صوت دولتهم عالياً في وجه الغزاة.
البداية المحفوفة بالمخاطر
قبل الغزو، كان هناك مجموعة من الصحافيين والإعلاميين، من بينهم منصور المنصور الذي كان يترأس برنامج "إذاعة على الهواء". غادر المنصور وفرقته المبنى في ساعات الفجر بدون علم بتوغل القوات العراقية. واصل بث البرامج المسجلة حتى الصباح، ليأتي أول خبر عن الوضع المتوتر من محمود صقر، الذي لم يكمل نشرته بسبب اقتحام القوات للعاصمة.
اجتماع الأبطال
ومع اندلاع الأحداث، كان هناك تواصل دائم بين المراسلين والمتحدثين من عوض المطوطح وفريح العنزي الذين بذلوا قواهم للتواصل مع العالم الخارجي عن الوضع في الكويت. وتزامناً مع ذلك، شكلت مجموعة أخرى من الإعلاميين، ضمت عبدالعزيز المنصور وعبدالحميد خاجة ويوسف مصطفى، فريقاً موازياً للبث في حال انقطاع الإرسال.
الجهود المستمرة رغم التهديدات
في الساعة التاسعة من صباح يوم 2 أغسطس 1990، انطلق البث السري للإذاعة، حيث استطاع مذيعون مثل علي حسن وسلوى حسين أن يحافظوا على الروح الوطنية بالمخاطبة للمواطنين. وتم تلبية نداء الشيخ سعد العبدالله، والذي كان له دور كبير في هذا العهد المظلم.
التضحية والإصرار
واجه الفريق عقبات هائلة خلال محاولاتهم لبث صوت الكويت، ومن بين تلك المحاولات كانت عبر منطقة كبد، حيث توالت الاعتداءات من القوات الغازية. لكن لم يتراجع الأبطال، واستمروا في محاولاتهم للبث، حيث نجاحوا في نقل الإرسال بشكل ضعيف من الخفجي لاحقاً بفضل جهودهم المستميتة.
إنها قصة أبطال الكويت الذي لم ينسهم التاريخ، يذكر المواطن بإصرارهم وبسالتهم في هذا الزمن الصعب، وتبقى ذكرى إذاعة الكويت السرية منارة لكل من يسعى لتذكر العزيمة والإرادة. حفظ الله الكويت وشعبها وجميع أبطالها.