«العشرين» تصر على استقلالية البنوك المركزية

لقد اجتمع وزراء مالية مجموعة العشرين مؤخرا في مدينة ديربان بجنوب إفريقيا، وخرجوا بتوصيات هامة تعكس توجهات العالم الاقتصادية. حيث تم التأكيد على أن استقلالية البنوك المركزية تمثل حجر الزاوية لنجاح السياسات الاقتصادية، وذلك في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من ضغوط متعددة نتيجة لصراعات وتجاذبات تجارية.
التوترات الاقتصادية تتزايد
خلال الاجتماع الذي استمر يومين، أشار الوزراء إلى حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق، جراء الأزمات والصراعات المتعددة، بالإضافة إلى العوامل المناخية التي تعقد المشهد الاقتصادي. وقد شهد الاجتماع غياب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي لم يحضر، وناب عنه مايكل كابلان، القائم بأعمال مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية.
استقلالية البنوك كانت في مركز النقاش
لقد تركزت المناقشات حول أهمية استقلالية البنوك المركزية، وهو ما أثار اهتمام الوزراء بعد انتقادات رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب المتكررة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة. هذا الأمر ساهم في إحداث زعزعة في استقرار الأسواق.
شدد البيان المشترك على التزام البنوك المركزية بتحقيق استقرار الأسعار بما يتماشى مع تفويضاتها، مما يدل على رغبة قوية في التأكيد على الاستقلالية. وفي الوقت نفسه، لم يتطرق المسؤولون في البيت الأبيض للتفاصيل، إلا أنهم أكدوا أن هناك نقاشات جارية بشأن العودة إلى الأساسيات خلال رئاسة الولايات المتحدة لمجموعة العشرين.
انطلاقاً من هذه التصريحات، بات واضحاً أن المرحلة المقبلة ستتطلب تعاونا أكبر من جميع الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.