الصخرة القديمة تكشف أسرار التاريخ القمري في أفريقيا

سجلت الأوساط العلمية اكتشافًا مذهلاً في إفريقيا، حيث تم العثور على نيزك قمري يُعتبر الاحدث من نوعه والذي يكشف المزيد من الأسرار حول التاريخ الجيولوجي للقمر. يتوقع أن تكون هذه القطعة، التي تزن 311 جرامًا والمعروفة باسم نيف شمال غرب إفريقيا 16286، قد تكونت قبل حوالي 2.35 مليار سنة. احتوى النيزك على تركيبات جيوكيميائية غريبة تُظهر أدلة على نشاط بركاني طويل الأمد.
معلومات جديدة عن النشاط البركاني القمري
أوضح جوشوا سناب الباحث الرئيسي من جامعة مانشستر، أن نتائج التحليل تدل على استمرار النشاط البركاني على القمر لوقت طويل، مما يعني أن هناك عمليات توليد حرارة مستمرة ناجمة عن تحلل العناصر المشعة. يُظهر هذا النشاط تأثيرًا كبيرًا على البيئة القمرية ويفتح آفاقًا جديدة لفهم تركيب القمر.
فجوة زمنية في معرفتنا العلمية
يمثل هذا الاكتشاف جزءًا مهمًا من لغز تاريخ القمر، حيث يُظهر الفجوة المعرفية التي استمرت لمليار عام تقريبًا. النيزك 16286 هو أكثر حداثة من العينات القمرية التي جُمعت في بعثات سابقة مثل بعثات أبولو ولونا وتشانج إي 6، مما يجعله مادة بحثية أساسية لتحليل النشاط الجيولوجي.
أظهرت الدراسات الجيوكيميائية أن النيزك يعكس تشكله من تدفق الحمم البركانية من أعماق القمر، إذ يحتوي على بلورات كبيرة من الزبرجد الزيتوني ومواد أخرى مهمة. وتكشف نظائر الرصاص عن مصدر بركاني عميق يدل على نسبة عالية من اليورانيوم، مما يعد دليلًا على وجود حرارة مستمرة.
البحث عن أصل النيزك
تُعد الخطوة المستقبلية في هذا البحث هي تحديد موقع نشأة النيزك على سطح القمر. تشير التوقعات إلى أنه من المحتمل أن يكون قد نشأ من فوهة ناتجة عن اصطدام قديم، مما قد يمهد الطريق لبعثات مستقبلية تهدف لجمع عينات إضافية لفهم الظواهر البركانية في فترات زمنية غير معروفة.
تشير كل هذه الاكتشافات إلى تحول جذري في أفكار العلماء حول القمر ونشاطه الجيولوجي. يبدو أن القمر بعد كل هذه السنوات لا يزال يحتفظ بأسراره، ويُظهر إمكانية وجود نشاط بركاني خفي قد يستمر حتى يومنا هذا.