لا يزال الذكاء الاصطناعي يتقدم بسرعة، مما يشكل خطرًا واضحًا على مستقبل محركات البحث التقليدية. كان ماثيو برينس، الرئيس التنفيذي لشركة كلاودفلير، قد تلقى مؤخرًا اتصالات تحذيرية من قادة مؤسسات إعلامية بارزة حول أزمة جديدة تواجههم بسبب تطور أدوات الذكاء الاصطناعي. وتشير الحاجة المتزايدة لاستخدام روبوتات الدردشة عند البحث عن المعلومات إلى أنها قد تلغي الحاجة لمحركات البحث المعروفة.
تأثير البرمجيات الجديدة على البحث
يشهد عالم البحث تحولًا كبيرًا مع ظهور أدوات جديدة مثل ChatGPT وGrok. هذه الأدوات ليست مثل محركات البحث التقليدية لأنها توفر إجابات فورية بدلاً من مجرد روابط. تشير التقديرات إلى أن حركة البحث على الإنترنت قد تشهد انخفاضًا يصل إلى 25% بحلول عام 2026، مما يسحب البساط من تحت أعين الناشرين الذين يعتمدون على حركة المرور لتحصيل الإيرادات.
التحديات التي تواجه منشئي المحتوى
من المعروف أن قطاع الإعلام يعتمد بشكل كبير على حركة الزيارات. مع تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي، ينقص عدد الزيارات بشكل ملحوظ، مما يؤثر سلبًا على دخل المدونين والكتاب والصحفيين.
استراتيجيات مواجهة التحدي
يشعر الناشرون بضرورة اتخاذ خطوات لتعزيز حمايتهم. فقد بدأت منصات مثل The New York Times في الاعتماد على نماذج الاشتراك كبديل للإعلانات. الرغم من أن هذه الاستراتيجية قد تجني أرباحًا أكبر لأسماء بارزة، إلا أنها تعزز من صعوبة الأمور للناشرين الأصغر.
على الجانب القانوني، هناك توجه نحو سن تشريعات تحمي حقوق منشئي المحتوى، لكن تطبيق هذه القوانين قد يكون معقدًا. كما يبرز مفهوم البلوك تشين كطريقة محتملة لضمان حقوقم ومكافآتهم بشكل مباشر.
مستقبل الإنترنت في ظل الذكاء الاصطناعي
يبقى السؤال مطروحًا حول مصير الويب كنظام مفتوح. قد يؤدي الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق كفاءة أكبر، لكن لا يمكن التغاضي عن خطر فقدان التنوع. يؤدي ذلك إلى خطر أن يتحكم عدد قليل من المنصات الكبرى في محتوى الإنترنت، مما قد يحد من الابتكار.
في النهاية، يجب أن تسعى جميع الأطراف المعنية لتحقيق توازن يحافظ على تنوع المحتوى وفي نفس الوقت يستفيد من الإمكانيات الجديدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.