شهدت عدد من المحافظات الأردنية في الأيام الأخيرة حراكا وطنيا قويا لمواجهة ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات، التي باتت تشكل تهديدا للأمن والسلامة. عبر توقيع "وثائق شرف"، يسعى المجتمع المحلي بالتعاون مع أجهزة الأمن إلى تحقيق بيئة آمنة خلال تلك التجمعات.
التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية
في خطوة غير مسبوقة، تم تنظيم اجتماعات موسعة في مناطق متعددة مثل العقبة وعمان وغيرها، حيث قام المواطنون بالتوقيع على مواثيق تهدف إلى نبذ هذه العادة المميتة. في خطوة لافتة، حضر مدير شرطة العقبة العميد أيمن الصرايرة ونائب المحافظ جبريل أبو شريتح لتدشين الوثيقة، مما يعكس دعمهم القوي لهذه المبادرة.
التوعية كوسيلة أساسية
الأمر لا يقتصر فقط على توقيع الوثائق، بل تم تنظيم فعاليات توعوية في مختلف المناطق لتعزيز الوعي بخطورة العيارات النارية. في العقبة، قدم فريق المسرح الشرطي عرضا تفاعليا يستهدف توعية الشباب بمخاطر تلك الظاهرة وكذلك ظواهر اجتماعية أخرى مثل المخدرات.
وفي مناطق الشمال، تم عقد محاضرات وورش عمل في المدارس والمساجد لجعل الشباب يدركون أهمية الأمان في مناسبات الفرح. هذه الندوات تهدف إلى بناء نسل واعٍ قادر على مواجهة الآفات الاجتماعية.
جهود مستمرة لتحقيق الأمان
تعتبر هذه الجهود نموذجية، حيث يجسد التعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي شراكة فعالة تحارب العنف وتجعل من المناسبات الاجتماعية أماكن آمنة للجميع. ليس فقط عبر تطبيق القانون ولكن من خلال تعزيز القيم الإنسانية والاهتمام بالتعليم والتوعية.
المجتمع الأردني يبرهن مرة أخرى على قوته وتماسكه، ويدرك أن الفرح الحقيقي يتحقق فقط في أجواء آمنة، بعيدا عن أصوات الرصاص.