أفادت مصادر طبية موثوقة في السويداء أن الاشتباكات المسلحة التي جرت يوم الاثنين بين فصائل درزية وعشائر بدوية أسفرت عن مقتل 24 شخصا وجرح أكثر من 90 آخرين. تم تسجيل الحصيلة القاتلة مع وجود أطفال بين الضحايا، حيث قُتل 20 من الدروز وأربعة من بدو المنطقة.
اندلاع الاشتباكات في الريف الغربي
ترجع جذور الأحداث إلى مواجهات شهدتها قرى الطيرة ولبين وجرين، حيث تصاعدت العنف إلى مستويات غير مسبوقة. بعد اندلاع الاشتباكات، شهدت هذه المناطق تبادلا لإطلاق النار باستخدام مختلف أنواع الأسلحة. كما أُفيد بأن مجموعات مسلحة قامت بإحراق بعض المنازل في الطيرة، وسط استمرار المناوشات التي تتصدى لها الفصائل المحلية مع سكان القرى.
إجراءات أمنية عاجلة
في تطورات متعلقة بالأمن، انتشرت قوى الأمن الداخلي على الحدود الفاصلة بين محافظتي درعا والسويداء لمواجهة التصعيد الأخير. وقد أدى ذلك إلى قطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من السويداء نتيجة الاشتباكات. وفي إجراء احترازي، أعلنت وزارة التربية عن تأجيل امتحانات يوم الاثنين إلى موعد سيُحدد لاحقاً بسبب الأوضاع غير المستقرة.
دعوات للتهدئة والحوار
دعا محافظ السويداء مصطفى البكور المواطنين إلى التهدئة والتفكير العقلاني، مشددا على أهمية الحوار. وقد رحّبت قيادات روحية درزية بالجهود المبذولة من السلطات المحلية للعزل بين الأطراف المتنازعة ودعت حكومة دمشق للتدخل الفوري لوقف التصعيد.
تعد محافظة السويداء واحدة من أكبر تجمعات الدروز في سوريا، حيث يقدر عددهم بحوالي 700 ألف نسمة. الأحداث الأخيرة تعيد إلى الأذهان الاشتباكات الدموية التي شهدتها المنطقة في أبريل، حيث أسفرت عن مقتل 119 شخصا، مما يبرز التحديات التي تواجهها السلطة الانتقالية.