أكد شكيب أبو زيد، الأمين العام للاتحاد العام العربي للتأمين، على أهمية النماذج الأكتوارية في استشراف المستقبل خلال مشاركته في فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العربي للاكتواريين الذي انطلق في الجزائر. وذكر أن الاكتواريين يلعبون دورًا حيويًا في تطوير منتجات وخدمات مالية مبتكرة تدعم الاستدامة وتعزز النمو الاقتصادي الشامل.
أضاف شكيب أن الحكومات، وخاصة العربية، بدأت تُولي اهتماماً كبيراً بتطبيق الشمول المالي، مما يبرز الحاجة المتزايدة لعمل الأكتواريين، خاصة في تطوير التأمين المتناهي الصغر. هذا النوع من التأمين يعتمد بشكل كبير على قدرة الأكتواريين على تصميم منتجات مبتكرة تدعم استدامة هذا المجال، خصوصاً مع التحديات مثل القسط التأميني المنخفض ومحدودية البيانات.
كما انطلقت فعاليات المؤتمر بحضور حسن بودالي نائب وزير المالية، ويوسف بنميسيه رئيس الاتحاد الجزائري لشركات التأمين، وإبراهيم خليل إبراهيم الرئيس التنفيذي لشركة ميناموني، بالإضافة إلى 500 مشارك من 18 دولة.
وفي كلمته، أشار يوسف بنميسيه إلى أن تقديرات الجمعية العالمية للأكتواريين تشير إلى وجود ما بين 50,000 و100,000 خبير أكتواري مُؤهل عبر 100 دولة، مع تواجد 64% منهم في قطاع التأمين وإعادة التأمين. وفي الجزائر، يبلغ عدد الأكتواريين المعتمدين 7 فقط، مما يعكس الحاجة الملحّة لتطوير هذا المجال.
وأوضح إبراهيم خليل أن السوق الجزائرية مليئة بالفرص، وأن إنشاء مرصد للادخار يُعد خطوة مهمة لتعزيز التأمينات والحياة. وأكد أيضًا على الانتعاش الذي شهدته الصناعة الأكتوارية في السنوات الأخيرة وظهور جمعيات وطنية جديدة تهتم بهذا المجال، مثل رابطة الأكتواريين العرب.
في نهاية الكلمات الافتتاحية، أشار حسن بودالي إلى اهتمام الحكومة الجزائرية بإطلاق سلسلة من الإصلاحات لتعزيز الشفافية والأداء في القطاع المالي. تأتي النسخة الثالثة من المؤتمر تحت شعار "نحو مجتمعات أكثر مرونة"، وستتناول مواضيع مهمة في الجوانب الأكتوارية والمالية.