بترا تعاني أزمة سياحية غير مسبوقة في ذكرى اختيارها عجيبة عالمية

في الوقت الذي كان يُفترض أن تحتفل مدينة البترا، المعروفة بعجائبها، بذكرى اختيارها كواحدة من عجائب العالم، نجدها اليوم تعاني من أزمة سياحية غير مسبوقة. الاحتفالات غائبة، والاستعدادات تحولت إلى مشاعر القلق والإحباط. الأعداد المتزايدة من الزوار الأجانب التي كانت تتوافد على المدينة الوردية شهدت انخفاضا مدهشا يزيد عن 70% مقارنةً بالسنوات الماضية، مما ألقى بظلاله على الأحوال المالية للمدينة.
أزمة حقيقية تطارد الفنادق
تأثرت فنادق البترا بشكل كبير، حيث أغلق أكثر من نصفها أبوابها بسبب تراجع السياحة. رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا، الدكتور فارس البريزات، صرح بأن هذا التراجع الشديد ينعكس على حياة ملايين من السكان الذين يعتمدون على السياحة كمصدر دخل رئيسي. الوضع حائر، فالمدينة التي تعودت على استضافة السياح، أغلق فيها نحو 56% من الغرف الفندقية.
أرقام صادمة
في يونيو الماضي، لم يتجاوز عدد الزوار الأجانب 16,207 زائر، مقارنة بـ 68,349 في نفس الشهر من العام الماضي. وخلال النصف الأول من العام، تراجع عدد الزوار الإجمالي إلى 259,798 مقارنة بـ 692,595 في نفس الفترة من العام السابق. الأرقام تروي قصة أزمة عميقة لا يمكن تجاهلها.
دعم عاجل مطلوب
المسؤولون في المدينة يشيرون إلى ضرورة الدعم الحكومي للتخفيف من حدة الأزمة. الدكتور البريزات يؤكد على الحاجة الملحة لإعادة تفعيل برنامج "استدامة 1" وتقديم حزم من الإعفاءات لتحفيز السياحة المحلية. فاستثمارات تُقدر بنحو نصف مليار دينار في المدينة بحاجة ماسة لتدخلات سريعة.
تظل البترا في قلب الاهتمام، ولكن الأمل يظل مرهونا بقدرة الجهات المسؤولة على اتخاذ خطوات فعلية لإنقاذ المدينة من شبح الركود السياحي.