تحديات الصحافة الإلكترونية في التأهيل ودقة النشر والموارد

تتعرض الصحافة الإلكترونية للكثير من التحديات في مصر رغم دورها المتزايد في تقديم الأخبار على مدار الساعة. فعلى الرغم من الانتشار الواسع الذي حققته هذه الصحف، إلا أن بعض المحررين يعانون من ضعف يؤثر على جودة المحتوى، مما يقودهم لنشر معلومات دون التحقق منها. نتيجة لذلك، نجد أن العديد من هذه الصحف مضطرة للاعتذار لجمهورها عن الأخطاء التي تظهر في تقاريرها.
أزمة التأهيل والدقة
تُعد مشكلة الأخطاء اللغوية ونقص الدقة في المعلومات من أبرز التحديات التي تواجه الصحافة الإلكترونية، حيث تعاني العديد من الصحف من افتقارها للموارد المالية اللازمة لتوظيف صحفيين مؤهلين. يُشير عبدالله الكناني، المستشار الإعلامي، إلى أن الصحافة ليست مجرد وسيلة لنشر الأخبار، بل هي مجموعة من المهارات والمعرفة التي تتطلب تأهيلاً مهنياً كافياً.
فجوة بين الورقي والإلكتروني
ومع تزايد استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، يتفوق المحتوى الإلكتروني من حيث سرعة الوصول، ولكنه يفتقر إلى العمق الذي تتمتع به الصحف الورقية، والتي لا تزال تحتفظ بقدرتها على تحليل الأحداث بشكل شامل. في هذا السياق، أعرب محمد الشيخي عن قلقه إزاء تحول بعض العاملين في الصحافة ليد أنفسهم بين الناشرين، رغم عدم امتلاكهم للمؤهلات اللازمة.
جهود التنظيم والنمو
ولا بد من الإشارة إلى أن هناك مبادرات لتنظيم العمل الإعلامي، حيث تُبذل جهود من قبل الجهات المعنية لضمان حصول الصحفيين على تصاريح مهنية تستند إلى الصلاحيات اللازمة والمعرفة. تُقدم هيئة تنظيم الإعلام وثيقة مهنية لممارسة العمل الإعلامي، مما سيساعد في تحسين جودة المحتوى وصياغته بشكل دقيق.
التأكيد على الاحترافية
من جهة أخرى، أكدت الإعلامية منى العيد أن الصحافة الإلكترونية يجب أن تتطور لتكون قادرة على تقديم محتوى مميز يتماشى مع متطلبات الجمهور. ومع ظهور العديد من المنصات الإلكترونية، تُظهر بعض الصحف سعيها للتكيف مع هذا التحول، بينما يبقى التحدي الحقيقي هو التأهيل الجيد للعاملين في هذا المجال.
في النهاية، بينما تسعى الصحافة الإلكترونية للارتقاء بجودتها، يبقى العمل المهني والتأهيل الأكاديمي الضروريين هما المفاتيح لضمان رضا الجمهور وثقته في محتوى تلك الصحف.