كشفت أحدث الإحصائيات التي أصدرتها وزارة التنمية الاجتماعية عن تسارع لافت لظاهرة التسول في الأردن، حيث سجلت البلاد ضبط حوالي 10 متسولين يومياً عام 2025. هذا الرقم يثير القلق ويعكس تحول التسول إلى نشاط ممنهج وليس مجرد حالات فردية.
تشير البيانات إلى أن وحدة مكافحة التسول قامت بملاحقة وضبط 1,820 متسولاً منذ بداية هذا العام، وذلك عبر تنفيذ 1,150 حملة أمنية شملت مختلف محافظات المملكة. ورغم الضغوط التي تمارسها السلطات، إلا أن الوضع يتفاقم، خصوصاً خلال شهر رمضان حيث تم ضبط 335 متسولاً في فترة قصيرة.
الأرقام تتحدث: مقارنة بعام 2024
تظهر المقارنة بين عامي 2024 و2025 أن الوضع الأمني والاجتماعي لم يتحسن. في العام الماضي، تم ضبط أكثر من 4,200 متسول، فيما يبدو أن حدة المشكلة لا تزال قائمة رغم الجهود الرقابية. تتجاوز نسبة المتسولين المتكررين 70% من إجمالي الحالات، مما يدل على أن التسول أصبح بمثابة مهنة لهم.
مخاطر التسول المنظم
الظاهرة تحمل خلفها مخاطر أكثر عمقاً، فالشبكات المنظمة التي تدير هذا النشاط تستغل الأطفال والنساء بأبشع الطرق. الأطفال المحرومون من التعليم يتم استغلالهم لاستدرار عطف المارة، بينما تستخدم هذه الشبكات التسول كغطاء لارتكاب جرائم أخرى، مثل السرقة.
التصدي للتحدي: جهود من مختلف الجهات
تسعى وزارة التنمية الاجتماعية إلى مواجهة ظاهرة التسول عبر حملات رقابة مشددة بالتعاون مع مديرية الأمن العام. يُعتبر التسول خرقاً للقانون، حيث يتم معاقبة المخالفين وفقاً للمادة 389 من قانون العقوبات. كما قامت الوزارة بتوجيه الجمعيات الخيرية بضرورة زيادة توعية المواطنين حول سبل تقديم المساعدات بشكل آمن.
العلاج الحقيقي لمشكلة التسول يكمن في رفع الوعي المجتمعي، إذ يتعين على المواطنين الإبلاغ عن حالات التسول عبر الرقم 0793344330 المخصص لوحدة مكافحة التسول. فالتوجه نحو القنوات الرسمية هو الحل الفعلي لضمان وصول المساعدات للمحتاجين الفعليين.