تمكنت ناسا من إحراز تقدم ملحوظ في مجال رصد التلوث من خلال قمرها الصناعي "تيمبو"، الذي أطلق في عام 2023. هذه المهمة الصادرة من وكالتها الخاصة بمراقبة جودة الهواء أحدثت نقلة نوعية في كيفية فهم العلماء لتغيرات جودة الهواء من الفضاء.
يساهم "تيمبو" برصد الملوثات بدقة باستخدام مطياف خاص، حيث يدور على ارتفاع يزيد عن 22,000 ميل عن الأرض. يتمكن القمر من جمع بيانات حول جودة الهواء كل ساعة خلال النهار في مناطق محدودة بأميركا الشمالية، مما يعكس تغيرات مستمرة في الانبعاثات البيئية.
البيانات الثرية لمراقبة التلوث
صرحت لورا جود، الباحثة في ناسا، بأن القمر يتيح توفير بيانات كل ساعة، مما يمنحنا القدرة على متابعة التغيرات في نسبة الملوثات، مثل أكاسيد النيتروجين والأوزون. القدرة على الحصول على بيانات سريعة تعزز من فعالية الاستجابة لنوعية الهواء، وهو ما يمثل خطوة مهمة بالنسبة للعلماء والباحثين.
تعاون مهم لتطوير النماذج
في تعاون مثمر مع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي ومرصد سميثسونيان، يسعى فريق البحث إلى تحسين توقعات التلوث. أكد شيونج ليو، الباحث الرئيسي، أن البيانات الناتجة ستساعد في تحليل تركيز الدخان والغبار، وتقديم تنبيهات دقيقة عند حدوث ذروة في الانبعاثات.
من جهة أخرى، نجحت المهمة في تحقيق هدفها الأساسي، حيث تم تمديد فترة جمع البيانات حتى سبتمبر 2026، نظراً لجودتها الاستثنائية، مما يمكّن العلماء من دراسة تطورات تلوث الهواء بشكل أكثر تفصيلًا.
مع أكثر من 800 مستخدم، أظهرت عملية تنزيل البيانات خلال العام الماضي تجاوزها لبيتابايتين، مما يعكس القيمة الكبيرة لهذا المشروع في دعم الجهود التنبؤية المتعلقة بجودة الهواء. يُسهم "تيمبو" وشركاؤه في دفع عجلة البحث العلمي وتوجيه الجهود نحو تحقيق بيئة أنظف وصحية أكثر للجميع.