بوصلوح: كلمة من جمال أحمد الساير

في لحظة مؤلمة، يودع المصريون أخا عزيزا، هو **صلاح** المعروف بـ **بوصلوح**. في ذاكرتي، يأتي شريط الذكريات حاملا معه مواقف عشناها سويا، من أيام الطفولة حين كنا نلعب بالقواري في الحوش، إلى الذكريات العصيبة في ديوانية الروضة ومخيم “ذي الطعسين”. كانت حياتنا مليئة بالمغامرات التي عشناها في البر والبحر، حيث كان لحضور **بوصلوح** سحر خاص، يشد الجميع من حوله.
بوصلوح وروح الجماعة
لم يكن **صلاح** فقط أخا، بل كان صديقا ومعينا ومثالا إذ شهدت حواراتنا براعته في التعبير عن الأفكار والمشاعر. كان دوما يملك القدرة على التفاعل مع أحدث المواضيع ويعيد صياغتها بشكل ينفذ إلى القلب. أستذكر تلك الأيام عندما أحضر **الإبل** إلى عالمنا، بعد أن باع كمبيوتره وقرر استثمار أمواله في ناقة أسماها **سيمون**. كان حبا عميقا بمجال الحيوانات مثل **كلب الحراسة** و**طائر الكاسكو**.
رحيل مفاجئ
رحل **بوصلوح** فجأة، تاركا ورائه فراغا كبيرا لا يشعر به إلا من عاشوا حياته, لم يتح لنا الوداع، في زمن لم نكن نعرف فيه ما تخبئه لنا الأيام, وبينما يتحسر الكثيرون على فقدانه، أدعو الله أن يتقبله في الصالحين, كانت شخصيته محبوبة من الجميع، وقد ترك بصمة في قلوب من عرفوه، حتى أن شهادتي فيه قد تكون مجروحة بحسب البعض، ولكن الحقيقة أنه هو من كان يُحب من الجميع, نسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة,