تعاون مستمر بين المملكة وإندونيسيا على مدى 8 عقود

تتميز العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإندونيسيا بنمو مستمر وتطور ملحوظ، إذ تمتد هذه الشراكة لأكثر من ثمانية عقود. يشترك البلدان في عضويتهما في منظمة التعاون الإسلامي، وتجمعهما روابط اقتصادية قوية تحت مظلة مجموعة العشرين. الشعبان يتبادلان الكثير من العلاقات الشعبية المتميزة.
بدأت العلاقة الرسمية بين السعودية و إندونيسيا في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث كانت البلاد من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الجمهورية الإندونيسية، مما أدى إلى تبادل المفوضيات ومن ثم السفراء. أُفتتحت أول سفارة إندونيسية في جدة عام 1948، وتلتها السفارة السعودية في جاكرتا في 1955.
زخم التعاون يتجلى في الزيارات العديدة بين قادة البلدين. زيارة الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى المملكة عام 2015 ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 2017 كانت نقاط تحول قوية، مما فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك.
عقدت في الرياض عام 2019 جلسة مباحثات رسمية بين الملك وجوكو ويدودو، وقد تم خلالها بحث العلاقات الثنائية وأهمية التعاون في مختلف المجالات، مع التركيز على المستجدات الإقليمية والعالمية.
زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى إندونيسيا في نوفمبر من العام الماضي، خلال قمة G20، أسفرت عن مذكرة تفاهم في مجالات متعددة مثل الطاقة والابتكار. هذه الاتفاقيات تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين البلدين.
تحركات لتعزيز السلام
في سياق الأزمات الإقليمية، ساهمت المملكة وإندونيسيا في جهود اللجنة الوزارية لإيجاد حل لوقف الحرب في غزة. التنسيق بين البلدين أثمر عن تحركات دولية للضغط على المجتمع الدولي لتحقيق السلام.
شراكة في الطاقة
شركة أرامكو تعتبر أكبر مورد للنفط إلى إندونيسيا، ويستحوذ سوقها على 30% من احتياجات البلاد. التجارة بين البلدين تصل قيمتها إلى 6.5 مليارات دولار، مع مساعي مستمرة لتوسيع آفاق التعاون التجاري.
بهذا، تظل العلاقة بين السعودية وإندونيسيا نموذجاً للشراكة الاستراتيجية التي تعزز من الشراكات الاقتصادية والسياسية، متطلعة لمستقبل أفضل لشعبيهما.