أخبار السعودية

الاستعراض التربوي يساهم في تشويه ثقافة ووعي الطلاب بشكل خطير وملحوظ

تشهد التربية الحديثة تحولات كبيرة نتيجة لتطور التكنولوجيا والسلوكيات الاجتماعية المتغيرة. تحاكي هذه التحولات وقتنا الراهن حيث أصبح الوصول إلى المعلومات والمعرفة أسهل من أي وقت مضى، إذ يطرح هذا الوضع تساؤلات حول دور التكنولوجيا في التعليم وتأثيرها على العملية التربوية. تسعى المجتمعات العربية إلى دمج التكنولوجيا في التعليم مع الحفاظ على القيم والمعايير الأساسية.

تقول د. أمل الجودر، مختصة في علم النفس، إن تحويل التربية إلى محتوى مصور قد يؤثر سلبا على وعي وثقة الطلاب، حيث تراجعت الروابط الحقيقية بين الآباء والأبناء في ظل ثقافة الاستعراض التربوي. فقد انتشرت مقاطع مصورة تظهر الآباء وهم يقدمون دروسا تربوية لأبنائهم، مما يؤثر على خصوصية اللحظات التعليمية. بدلا من تعزيز الثقة بالنفس، قد ينشأ وعي زائف قائم على ردود الفعل الخارجية.

وتشير الدكتورة منى الزهراني إلى أن التربية مسؤولية خاصة ترتبط بالخصوصية، وأن نشر تفاصيل حساسة عن الأطفال قد يترك آثارا نفسية بعيدة المدى. بينما تتفق مع ذلك ناصر الحربي، مستشار تربوي، الذي يُشير إلى أن غياب الضوابط يجعل الأطفال عرضة لمخاطر قد تضر بحياتهم الداخلية.

يتطلب المسؤولين في المؤسسات التعليمية دورا فاعلا في تشكيل البيئة التربوية المناسبة. يقول محمد الرياني، تربوي وإعلامي، إن تعليم الأطفال يجب أن يسير وفق ضوابط تحميهم من الاستعراضات السطحية. ويرى ضرورة وجود تطبيقات تعليمية آمنة تحت إشراف المختصين لضمان جودة المحتوى المقدم.

تؤكد عفراء مرزوق النعيمي، مشرفة تربوية، على أهمية الابتكار في طرق التدريس، لكن من دون المساس بقيم التعليم الأساسية. تفضل استخدام الطرق التقليدية في التعليم تماشيا مع احتياجات الطلاب، بعيدا عن الاستعراضات المبالغ فيها.

ختاماً، تبقى مسؤولية التربية مسؤولية سامية تتطلب الوعي الحقيقي بعيدا عن البحث عن الشهرة. تتطلب التربية ممارسات واعية تحترم خصوصية الأفراد وتبني جسور الثقة، مما يعكس نموذجا قوياً لجيل المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى