اقتران هلال ذو الحجة مع عنقود الثريا في سماء الحدود الشمالية ظاهرة فلكية تراثية نادرة

شهدت سماء منطقة الحدود الشمالية صباح اليوم حدثا فلكيا نادرا تمثل في اقتران هلال شهر ذو الحجة بعنقود الثريا. هذا الاقتران أسهم في جذب اهتمام الكثير من المتابعين وعشاق علم الفلك، حيث تميز المشهد بجماله وقدرته على إبهار من يراقبه.
راقب الفلكيون والكثيرون من المهتمين بالظاهرة اقتران القمر الذي حجب جزءا من نجوم الثريا، وهو ما يطلق عليه في التراث عند أهل الجزيرة العربية وبادية الشام اسم “قران خمس وعشرين”. يعود سبب التسمية إلى ارتباط الاقتران بمرحلة معينة من عمر القمر، حيث يتجاوز 25 يوما.
وبحسب الحسابات الفلكية، بدأ الاقتران في 21 يونيو 2025 عند الساعة 16:00، وبلغ ذروته في الصباح الباكر اليوم بينما كان عمر القمر 26 يوما و21 ساعة في مرحلة الهلال المتناقص. هذا التوقيت يمثل لحظة مميزة في علم الفلك.
أشار عضو نادي الفلك والفضاء عدنان خليفة إلى أن هذا الاقتران يعد الأول من نوعه بعد “الكنة”، التي تعتبر فترة فلكية حرجة تؤثر على حساب المواسم الزراعية والرعوية. لذلك، تحظى هذه الظاهرة بأهمية خاصة لدى المزارعين والمعنيين بالشؤون الفلكية.
تجسد هذه الظواهر الفلكية ارتباط الإنسان في الجزيرة العربية بمراقبة السماء وتنظيم حياته بناءً عليها. إذ تعد الثريا والقمر مرجعيتيْن فلكيتين رئيسيتين قديمتين، تُظهران كيف كانت الفصول الزراعية ومعرفة مواسمها تتعلق بعلم الفلك منذ العصور القديمة.
تُعد مثل هذه الظواهر الفلكية تجسيدا حيا للتراث الغني الذي تفتخر به المنطقة، حيث يسعى أهلها لمواصلة الحفاظ على هذه المعرفة عبر الأجيال.