تزايد العزوف عن الزواج بسبب ارتفاع المهور وعبء التكاليف المالية المتزايدة
شهدت المجتمعات في الآونة الأخيرة تغييرات واضحة في مفهوم الزواج، حيث أصبحت ظاهرة العزوف عن الزواج بارزة في العديد من الثقافات. يُعزى هذا التوجه إلى تحولات عميقة في أفكار الجيل الجديد الذي يفضل التركيز على مسيرته المهنية وتحقيق الذات بدلاً من الالتزام بعلاقة طويلة الأمد. وقد أثرت التحديات الاقتصادية وما تلاها من ضغوط اجتماعية على قرار العديد من الأفراد بعدم الزواج.
تشير الأبحاث إلى أن ارتفاع تكاليف المهر والعادات المرتبطة بالزواج تلعب دوراً مهماً في هذه الظاهرة. يشعر العديد من الشبان بعدم الاستقرار المالي، مما يساهم في تشكل قلق دائم حول القدرة على تحمل نفقات الزواج والإعالة. ومن جهة أخرى، يؤكد المستشارون على أن ذلك قد يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية وزيادة معدلات الوحدة في المجتمع.
كما تتحدث كاتبة الرأي شادية الغامدي عن المثالية المفرطة التي تُظهرها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتأثر الأفراد بتوقعات غير واقعية عن الزواج. وللتغلب على هذه التحديات، يُنصح بتشجيع الزواج البسيط الذي يركز على القيم والتفاهم بدلاً من المظاهر والمبالغة في التكاليف.
في سياق متصل، أشار الدكتور علي بن موسى هوساوي إلى أن ارتفاع نسب الطلاق يدفع الشباب إلى توخي الحذر، مما يزيد من العزوف عن الزواج أو التأخير فيه. يقترح الخبراء ضرورة تغيير بعض العادات التي ترسخ هذه التوجهات، مثل تكاليف الحفلات والمظاهر الإضافية.
وفي ضوء ذلك، دعت الإعلامية غيداء الغامدي إلى ضرورة الجهود المجتمعية لتخفيف ضغوط تكاليف الزواج. على الأسر أن تلعب دوراً في تعزيز الوعي حول أهمية الزواج كشراكة إنسانية قائمة على الحب والدعم المتبادل، بدلاً من تصوراته التقليدية القاسية. وضعت المبادرات الحكومية والمجتمعية هذه القضايا في جدول أعمالها، مما يستوجب مشاركة فعالة من الجميع لوضع حلول مستدامة.
