الاقتصاد

تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية على سوق العملات الرقمية وتقلباتها الاقتصادية خلال النزاع

تشهد أسواق العملات الرقمية تقلبات حادة منذ بدء الصراع بين إيران وإسرائيل، وسط حالة من عدم اليقين تؤثر على الأسواق العالمية. فقد تراجع سعر عملة البيتكوين، الأكبر في سوق العملات المشفرة، إلى أقل من 105 آلاف دولار، بعد أن كانت قد تجاوزت 110 آلاف في بداية الشهر. يعود هذا الانخفاض إلى المخاوف المتزايدة من اتساع النزاع وتأثيره على أسعار النفط والتضخم العالمي.

تزامن هذا الانخفاض مع تراجع سعر الإيثريوم إلى ما دون 2600 دولار، بسبب سلوك المستثمرين الحذر. يتوقع خبراء السوق أن يكون النزاع الإيراني الإسرائيلي أحد أبرز المحفزات لاضطراب الأسواق حتى عام 2025، فالتطورات الجيوسياسية تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 10% منذ بداية التصعيد، مما يزيد من توتر المستثمرين.

بالرغم من أن البيتكوين يوصف أحيانا بأنه “ذهب رقمي”، إلا أن ما حدث في الأيام الأخيرة قد كشف عن تراجع هذا المفهوم. فقد توجه المستثمرون نحو أصول تقليدية أكثر أماناً مثل الذهب والدولار الأمريكي، بينما شهدت العملات المشفرة عمليات بيع مكثفة.

يرى محللون أن العملات الرقمية لم تثبت بعد قدرتها على كسب الثقة كملاذ آمن، بل ما زالت مرتبطة بأسواق الأسهم وتتأثر بعوامل المخاطرة. وعلى الرغم من ذلك، هناك من يشير إلى أن الضغوط التضخمية قد تعيد الاهتمام بهذه الأصول في المستقبل.

تشير التوقعات الحالية إلى أن أسعار البيتكوين والإيثريوم قد تستقر في نطاق 100 إلى 110 آلاف دولار، مع احتمالية الهبوط دون 100 ألف إذا تفاقم النزاع وارتفعت أسعار الطاقة بشكل أكبر. تتعدد الأسباب وراء هذا التراجع، من تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين إلى صعود الدولار والذهب كملاذات آمنة.

يتضح من هذه الأوضاع أن العملات الرقمية لا تزال تواجه تحديات كبيرة في ظل الظروف الراهنة، بينما تبقى الأسواق تحت تأثير النزاعات الجيوسياسية وتغيرات الأسعار في الأصول التقليدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى