شهدت مدينة القدس المحتلة تصعيداً كبيراً اليوم، حيث نفذت اقتحامات جماعية من قبل مستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك. جاء هذا التصعيد بالتزامن مع الاستعدادات لانطلاق مسيرة الأعلام التي ينظمها اليمين الإسرائيلي. وقد أفادت مراسلة قناة “القاهرة الإخبارية”، دانا أبو شمسية، بأن المئات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح، حيث تجاوز عددهم 1240 مستوطناً، وذلك تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
في إطار الإجراءات الأمنية، تحولت البلدة القديمة في القدس إلى ثكنة عسكرية، حيث تم نصب الحواجز الحديدية وإغلاق الطرق. وأشار المصدر إلى التضييق على حركة الفلسطينيين، بما في ذلك الصحفيين، حيث تم الاعتداء عليهم أثناء تغطيتهم للأحداث الراهنة.
كما أضافت مراسلة “القاهرة الإخبارية” أن قوات الاحتلال قامت باعتقالات احترازية لأشخاص من النشطاء المقدسيين، كما أصدرت أوامر إبعاد تهدف لمنع أي فعاليات فلسطينية قد تتزامن مع المسيرة. هذا المشهد يتكرر مع كل موسم تصعيد، مما يزيد من حالة الاحتقان في المنطقة.
بتأخير استمر ساعة ونصف، انطلقت مسيرة الأعلام وسط مشاركة كثيفة من المستوطنين، حيث قاموا برفع الأعلام الإسرائيلية في احتفال بما يسمونه “توحيد القدس”. هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة كونه يرمز إلى ضم الجزء الشرقي المحتل من المدينة.
الاعتداءات لم تقتصر على المظاهر الإحتفالية، بل طالت أيضاً السكان المحليين. فقد مُنع العديد من المقدسيين من الوصول إلى منازلهم، حتى مع وجود بطاقات الهوية التي تثبت إقامتهم في المنطقة. الجهات المختصة تشير إلى أن كل هذه الإجراءات الفضلى جاءت لتعقيد أوضاع الفلسطينيين.
في جانب آخر، تم منع الفلسطينيين من الداخل المحتل من الوصول إلى المسجد الأقصى. الأعداد المتوقعة من المستوطنين الذين سيتوجهون إلى ساحة البراق لاحقاً تقدر بعشرات الآلاف، وسط مشهد يوصف بأنه استباحة منظمة للتاريخ والمكان والإنسان. بينما يبقى الصمت الدولي هو العنوان الأكثر وضوحًا في جميع هذه التطورات.
